شروط الحصول على رخصة مدرب تعليم السياقة في المغرب
تعتبر مهنة تعليم السياقة من المهن الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز السلامة المرورية وتدريب السائقين الجدد على القيادة بشكل آمن ومسؤول. ولذلك، وضعت السلطات المغربية مجموعة من الشروط القانونية التي ينبغي توفرها في الأفراد الراغبين في مزاولة هذه المهنة. سنستعرض في هذا المقال الشروط اللازمة للحصول على رخصة مدرب تعليم السياقة، بالإضافة إلى التغييرات القانونية التي شهدتها هذه المهنة عبر الزمن.
الإطار القانوني لتعليم السياقة
بدأ تنظيم مهنة تعليم السياقة في المغرب منذ عام 1972، عندما أصدر المشرع المغربي الظهير الشريف رقم 1.72.179. كان هذا الظهير يشمل مجموعة من القواعد التي تحدد كيفية تعليم السياقة، وفي إطار ذلك تم وضع مرسوم 2.72.274 الذي يحدد القواعد المتعلقة بمؤسسات تعليم السياقة ومدربيها. يهدف هذا التنظيم إلى التأكد من أن المدربين يمتلكون المؤهلات اللازمة لتقديم تعليم فعال وآمن.
ما هي الشروط الأساسية للحصول على شهادة الكفاءة المهنية؟
حسب الفصل 9 من المرسوم المذكور، يتعين على المرشحين لممارسة مهنة مدرب تعليم السياقة استيفاء الشروط التالية:
✔ السن: يجب أن يكون عمر المرشح 21 سنة على الأقل في تاريخ الامتحان.
✔ السجل العدلي: يجب أن يكون المرشح غير مدان بجرائم أو جنح معينة، مثل:
الجنايات المتعلقة بالقتل أو الاعتداء.
الجنح المتعلقة بالسرقة، التزوير، الرشوة، أو انتهاك الأخلاق العامة.
المخالفات المتعلقة بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
✔ رخصة السياقة: يتعين أن يمتلك المرشح رخصة قيادة لجميع أصناف السيارات، وألا يكون قد تعرض لأي تدبير سحب أو توقيف لرخصته.
✔ القدرة البدنية: يجب أن يكون لدى المرشح قدرة بدنية مؤهلة لتعليم السياقة.
تستهدف هذه الشروط ضمان أن المدربين الذين سيقومون بتدريب السائقين الجدد هم من ذوي الكفاءة والاحترافية.
التغييرات بعد صدور مدونة السير
في عام 2010، تم إصدار مدونة السير الجديدة التي أدخلت تغييرات جوهرية على طريقة الحصول على رخصة مدرب تعليم السياقة. حيث تم استبدال شهادة الكفاءة المهنية برخصة مدرب تعليم السياقة، وذلك وفقًا لمجموعة جديدة من الشروط المحددة في المادة 245 من مدونة السير رقم 52.05.
ما هي الشروط الجديدة؟
تشمل الشروط الجديدة ما يلي:
✔ السن: يجب ألا يقل عمر الطالب عن 20 سنة.
✔ الحقوق الوطنية: يجب أن يكون الطالب متمتعًا بكامل حقوقه الوطنية والمدنية.
✔ السجل العدلي: عدم وجود أحكام سابقة تتعلق بالجرائم أو الجنح المنافية للأخلاق.
✔ رخصة السياقة: يجب أن يكون الطالب حاصلاً على رخصة سياقة من الصنف الذي تحدده الإدارة، وأن يكون خارج الفترة الاختبارية.
✔ المؤهلات: يتعين أن يكون الطالب مؤهلاً لمزاولة مهنة مدرب تعليم السياقة.
هذه الشروط تعكس تحولًا نحو نظام أكثر تنظيمًا واحترافية في مجال تعليم السياقة، مع التركيز على تأهيل المدربين بشكل مناسب.
الفرق بين الشهادات الجديدة والقديمة
من الواضح أن هناك اختلافًا كبيرًا بين متطلبات الحصول على شهادة الكفاءة المهنية ورخصة مدرب تعليم السياقة. ففي السابق، كانت شهادة الكفاءة تُمنح بناءً على اجتياز امتحان تنظمه الوزارة، بينما في النظام الجديد، يتعين على المرشح أن يتلقى تكوينًا مدته سنتين في مراكز التكوين المعتمدة.
لماذا كان هذا التغيير ضروريًا؟
يسعى هذا التغيير إلى تحسين جودة التدريب المقدم للمدربين، حيث إن فترة التكوين تمتد لفترة كافية تسمح للمتدربين بتطوير مهاراتهم ومعرفتهم بكافة جوانب القيادة وتعليمها. هذا من شأنه أن يضمن جودة التعليم المقدم للسائقين الجدد، مما يسهم في تقليل الحوادث المرورية.
التكوين المستمر
نقطة أخرى هامة تتعلق بالتكوين المستمر للمدربين. ينص المرسوم رقم 2.18.370 على ضرورة أن يخضع المدربون الذين حصلوا على رخصة تعليم السياقة لتكوين مستمر كل خمس سنوات. تُقدَّم هذه الدورات من قبل مؤسسات معتمدة من قبل وزارة التجهيز والنقل.
ما هي فوائد هذا التكوين المستمر؟
✔ مواكبة التطورات: يساعد التكوين المستمر المدربين على متابعة أحدث التطورات في مجال تعليم السياقة. يتضمن ذلك تقنيات القيادة الحديثة، والتغييرات في قوانين السير، وأفضل الممارسات في مجال التعليم.
✔ تحسين المهارات: يتيح للمدربين فرصة تطوير مهاراتهم وقدراتهم في التعامل مع مختلف الحالات التي قد يواجهها السائقون الجدد.
✔ تعزيز السلامة: من خلال تقديم تعليم متجدد وعالي الجودة، يمكن أن تساهم هذه الدورات في تحسين السلامة على الطرق، وتقليل الحوادث المرورية.
في الختام، تُعد الشروط اللازمة للحصول على رخصة مدرب تعليم السياقة في المغرب جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لتحسين جودة التعليم وتعزيز السلامة المرورية. من خلال الالتزام بهذه القوانين واللوائح، يساهم المدربون في تشكيل سائقين مسؤولين وآمنين، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل.
تتطلب مهنة تعليم السياقة مستوى عالٍ من الاحترافية والتدريب، لذا يبقى السؤال: هل ترى أن هذه الشروط كافية لضمان مستوى عالٍ من الكفاءة في مهنة تعليم السياقة؟ وكيف يمكن تحسين هذه الشروط لتلبية احتياجات العصر الحديث؟