الفحص الطبي لرخصة السياقة

 الفحص الطبي لرخصة السياقة: الأهلية البدنية والعقلية


تعتبر الأهلية البدنية والعقلية شرطاً أساسياً للحصول على رخصة السياقة في المغرب. ولكي يتأكد من ذلك، يخضع كل مترشح لامتحان رخصة السياقة لفحص طبي مسبق. الهدف من هذا الفحص هو التأكد من أن المترشح يتمتع بالقدرات البدنية والعقلية اللازمة التي تتيح له قيادة المركبات على الطرق العمومية بأمان دون تشكيل خطر على الآخرين. يُتَأَكَّد من عدم إصابة المترشح بأي من الأمراض أو العلل التي تمنع السياقة، وهي أمراض تحددها الإدارة بعد استشارة المجلس الوطني لهيئة الأطباء.

 القدرات البدنية والعقلية المطلوبة

تحدد الإدارة المتطلبات البدنية والعقلية اللازمة وفقًا لنوع رخصة السياقة التي يسعى المترشح للحصول عليها. يتوجب على المترشح تقديم شهادة طبية تثبت سلامة قدراته البدنية والعقلية عند تقديم طلبه لاجتياز الامتحان. تضاف إلى ذلك تحديثات دورية لقائمة الأمراض التي قد تمنع السياقة، بحيث تُرَاجَع كل ثلاث سنوات بالتنسيق مع المجلس الوطني لهيئة الأطباء.
في بعض الحالات، قد يكون المترشح مصابًا بعجز بدني لا يمنعه تمامًا من قيادة المركبات. في هذه الحالة، يمكن تعويض هذا العجز من خلال تجهيز المركبة بتهيئات خاصة، أو باستخدام أجهزة طبية معينة، أو كليهما معاً بناءً على تعليمات الطبيب الذي أجرى الفحص. يتوجب أن تكون الشهادة الطبية توضح هذه التقييدات أو الأجهزة الخاصة التي سيحتاجها السائق.

 الفحص الطبي بعد الحصول على رخصة السياقة

حتى بعد الحصول على رخصة السياقة، يجب على السائق الخضوع لفحص طبي بشكل دوري. عادةً، يُطلب من الحاصلين على رخصة السياقة إجراء فحص طبي كل عشر سنوات، على أن يتم الفحص الأول خلال الأشهر الثلاثة التي تلي انقضاء السنة التاسعة بعد الحصول على الرخصة.
أما بالنسبة للأشخاص الذين تجاوزوا سن 65 عامًا، فيجب عليهم الخضوع لفحص طبي كل سنتين، على أن يُجرى الفحص الأول خلال ثلاثة أشهر من بلوغهم سن 65. يشمل هذا الفحص تقييم الأهلية البدنية والعقلية لتجديد رخصة السياقة.

الفحص الطبي لأصحاب المركبات الثقيلة

بالنسبة للسائقين الذين يقودون مركبات مخصصة لنقل البضائع أو للنقل الجماعي للأشخاص، تكون متطلبات الفحص الطبي أكثر صرامة. يتوجب على هؤلاء السائقين إجراء فحص طبي كل سنتين، وذلك للتأكد من استمرار أهليتهم البدنية والعقلية. يُجْرَى الفحص الأول في غضون ثلاثة أشهر بعد انقضاء السنة الأولى من الحصول على الرخصة.

حالات أخرى للفحص الطبي

إلى جانب الفحوص الطبية الروتينية، هناك حالات خاصة تفرض فيها فحوص طبية إضافية على الحاصلين على رخصة السياقة
1. الإصابة بمرض أو عجز: إذا أصيب السائق بمرض أو عجز من الأمراض التي تمنع السياقة، يجب عليه الخضوع لفحص طبي خلال 30 يومًا من تاريخ الإصابة. قائمة هذه الأمراض يتم تحديثها دورياً من قبل الإدارة بعد استشارة المجلس الوطني لهيئة الأطباء.

2. التسبب في حادثة سير قاتلة: إذا تسبب السائق في حادثة سير نتج عنها وفاة غير عمدية، تأمر الإدارة السائق بالخضوع لفحص طبي للتأكد من أهليته. ويجب أن يتم هذا الفحص في أقرب وقت ممكن لضمان أن السائق لا يشكل خطرًا إضافيًا على الطريق.

إذا شُخِّص السائق بإصابة أو عجز يؤثر في قدراته البدنية أو العقلية نتيجة حادثة سير أو مرض، يتوجب عليه إبلاغ الإدارة في غضون شهر واحد من تاريخ الفحص الطبي. يتعين على الإدارة استدعاء السائق للفحص الطبي الإجباري ضمن هذا الإطار الزمني.

 الفحوص الطبية المفروضة

تُجرى الفحوص الطبية الإلزامية المنصوص عليها في القانون من قبل أطباء معترف بهم سواء من القطاع العام أو الخاص، بشرط استيفاء الشروط اللازمة. تساهم هذه الفحوص في ضمان أن السائقين المتواجدين على الطرقات يتمتعون بالقدرات الصحية المطلوبة لضمان سلامتهم وسلامة مستخدمي الطرق الآخرين.

أهمية الفحص الطبي للسياقة

الفحص الطبي لرخصة السياقة ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو ضرورة لضمان سلامة الطرق والمجتمع. التأكد من أهلية السائقين البدنية والعقلية يساهم في الحد من الحوادث المرورية وضمان أن المركبات تُدار بواسطة أشخاص يتمتعون بكامل القدرات المطلوبة. ومع تطور الفحص الطبي بمرور الوقت وتحديث قائمة الأمراض والعجز التي تمنع السياقة، يصبح من الممكن تحديد المشكلات الصحية في مراحل مبكرة، مما يتيح للسائقين اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الجميع.
تعليقات

إعلان أخر موضوع

إعلان منتصف الموضوع

إعلان أول الموضوع

إعلان بعد ثالث فقرة




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-